نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، افتتاحية تحدثت فيها عن أن حكومة الحرب في إسرائيل الذي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا تهتم بحياة الأسرى المدنيين الذين تم اختطافهم على أيدي المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وتقول الصحيفة إن المهمة الأكثر إلحاحاً التي تقف أمام إسرائيل الآن هي إعادة الإسرائيليين المحتجَزين لدى منظمتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
ولهذا معنى واحد فقط- حسب الصحيفة– الدفع الفوري نحو التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، وسط استعداد للإفراج عن أسرى أمنيين مسجونين في إسرائيل.
إسرائيل طبقت “إجراء حنيبعل” في قطاع غزة
لكنّ الهجوم المضاد الفتّاك الذي بدأته إسرائيل ضد حماس في غزة، من جهة، والأصوات المتعالية من صفوف الحكومة من جهة أخرى. تدل على أن إعادة الإسرائيليين ليست في رأس سلم أولوياتها.
والأخطر من هذا “يبدو أن الحكومة قد قررت استخدام “إجراء حنيبعل” وتطبيقه على الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الذين يبلغ عددهم نحو 150″.
ففي مقابلة مع شبكة CNN، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، غلعاد أردان، إن الحرص على وضع المخطوفين “لن يمنعنا من تنفيذ كل ما هو مطلوب لضمان مستقبل دولة إسرائيل”.
كذلك، قال مدير عام ديوان رئيس الحكومة، يوسي شلي، إن “المخطوفين هم بمثابة حقيقة. والغارات هي حقيقة. هذا هو القرار”.
اقرأ أيضاً: مذيع القناة الإسرائيلية 11 منذهل من تغطية العربية وأداء رياض قهوجي الممتازة
أما الوزير بتسلئيل سموتريتش فقد دعا خلال جلسة الحكومة إلى “ضر حماس بقسوة وعدم أخذ مسألة الأسرى كأحد الاعتبارات الهامة”.
كرامة إسرائيل
يُمنع من الحكومة ورئيسها محاولة إنقاذ كرامة إسرائيل القومية وكرامة الجيش الإسرائيلي على ظهر الأطفال، الأولاد والبنات. الفتيان والفتيات، المسنين والمسنات، الأمهات والآباء العاجزين، وأبناء عائلاتهم الذين يُجنّ جنونهم من جراء القلق والحزن هنا في إسرائيل.
اقرأ أيضاً: إسرائيل “تتجاهل” إعلان واشنطن عن هدنة إنسانية في غزة لمدة 4 ساعات
وتضيف ” ليس من حق أية حكومة، ولا هذه الأكثر خرابًا وفسادًا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، بالتأكيد، الاتجار بحياة. المواطنين المدنيين الأبرياء وتحويلهم إلى ضحايا على مذبح كرامتها القومية. ينبغي دفع كل ما هو مطلوب، دون أي تأخير، دون أية فذلكات ودون أية خِدَع.
مصادر في المنطقة، بما في ذلك في حماس، أفادت بأن المنظمة على استعداد للتفاوض حول تبادل نساء وأطفال إسرائيليين. مقابل نساء وأطفال فلسطينيين مسجونين هنا.
إسرائيل المحرجة
الجواب الرسمي الإسرائيلي قدمه الوزير ميكي زوهر- وفق الصحيفة- الذي قال إنه “لن يكون هنالك تفاوض مع المنظمة الإرهابية”. غير أن هذا المبدأ كان قد تعرض للخرق بضع مرات في الماضي ووافقت إسرائيل على “دفع ثمن” بإطلاق سراح آلاف الأسرى لقاء الإفراج عن جندي واحد، جثامين ومدنيين.
اقرأ أيضاً: موجة هجرة جديدة تنتظر أوروبا ما لم توقف إسرائيل حربها على قطاع غزة
هداس كلدرون من كيبوتس نير عوز، التي نجت من “المذبحة” بينما اختطف مسلحو حماس خمسة من أفراد عائلتها. بمن فيهم أطفالها، توسلت لإنقاذ حياة أولادها، وذلك في مونولوج تقشعر له الأبدان بثته نشرة أخبار القناة 12. أن تتردد أصداؤه في العالم كله: “إنني أتوجه إليك، إلى العالم، إلى السياسيين. تحركوا، اخرِجوهم من هذه اللعبة. هم لا علاقة لهم، هم أرواح طاهرة، ملائكة، أطفال أبرياء”.
ثم أضافت، والدموع تنهمل من عينيها: “نحن لن نقوى على الصمود. أنا أناشد أرحام الأمهات”. ممنوع الانتظار، التلكؤ أو التسويف. كل ثانية تمر تعرّض حيواتهم ورجاحة عقول أبناء عائلاتهم للخطر. صفقة لتبادل الأسرى، الآن.