قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم تكن يوماً “منخفضة” إلى هذا الحد. ليجد نفسه الآن أمام أصعب أزمة في حياته السياسية، في ظل الحرب الدائرة بين بلاده وحركة حماس في قطاع غزة.
ويواجه نتنياهو في الوقت الحالي ردة فعل عنيفة ومتزايدة بسبب فشل حكومته في منع هجمات السابع من أكتوبر. التي شنتها حركة حماس الفلسطينية (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، والتي راح ضحيتها 1200 قتيل، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وأدت لاختطاف حماس لنحو 240 رهينة. حسب زعم الصحيفة الامريكية.
انتقام إسرائيلي من قطاع غزة
وردا على الهجوم، يتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر، ترافق بعملية عسكرية برية بدأت 27 من الشهر ذاته. مما أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع.
وأشار تقرير “نيويورك تايمز” أيضًا إلى وجود “انتقادات قوية بسبب تعامله (نتنياهو) مع الحرب في قطاع غزة”. مضيفا أن “أشخاصا في حكومته أو طامحين لخلافته، يتقفون على أنه لم يكن بمثل هذا المستوى المنخفض من الشعبية في الشارع الإسرائيلي”.
وأوضح محللون أنه على الرغم من ذلك، وبسبب تعقيدات في النظام البرلماني الإسرائيلي وظروف الحرب الدائرة في غزة. “لا توجد سوى مسارات قليلة للإطاحة بنتانياهو من منصبه في الوقت القريب”، وأضافوا أن “حياته السياسية الطويلة وإرثه يعتمدان بشكل كبير على كيفية إدارته للأمور خلال الأيام المقبلة”. حسب رجمة موقع الحرة الأمريكي.
“طريق مسدود” يعيد فريق الموساد في قطر إلى إسرائيل
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من الدوحة بعد بلوغ “طريق مسدود”. في المفاوضات الرامية لتجديد الهدنة وتبادل محتجزين مع حركة حماس، وفق ما أعلن مكتبه السبت.
اقرأ أيضاً: مصنع الاغتيالات الجماعية.. إسرائيل تقتل الفلسطينيين باستخدام “حبسورا”
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن “وقفات تأبين القتلى الإسرائيليين خلال الأيام والأسابيع الأخيرة. تحولت إلى احتجاجات ضد قيادة نتانياهو، مع تحوّل الدعوات التي تطالبه بتحمل المسؤولية عن الإخفاق الاستخباراتي الذي سبق هجوم حماس، إلى المطالبة باستقالته”.
كما تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، للعمل على تقليل عدد القتلى المدنيين بقطاع غزة.
فمنذ بدء إسرائيل عمليات عسكرية بعد هجمات حماس، قتل أكثر من 15 ألف شخص، فيما يواجه السكان البالغ عددهم. نحو 2.2 مليون نسمة ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، في ظل عمليات النزوح إلى الجنوب بأوامر من الجيش الإسرائيلي، والحصار المفروض على القطاع ودخول مساعدات إنسانية بكميات قليلة جدا.
ومع انهيار الهدنة التي صمدت لسبعة أيام، وشهدت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة مقابل إطلاق 240 سجينا فلسطينيا. بحث نتانياهو عن حل، بما في ذلك “الاغتيال المحتمل لزعيم حركة حماس يحيى السنوار، وهي الخطوة التي يمكن أن ترضي ائتلافه الحكومي وتسكت منتقديه وترضي المواطنين الغاضبين بسبب قضية الرهائن”، بحسب الصحيفة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة، أنه ملتزم بهدف “تدمير حماس”، فيما قال مسؤولان إسرائيليان أحدهما سابق. إن نتانياهو “أبلغ مساعديه بشكل خاص بأنه يدفع الجيش نحو اغتيال السنوار”.
“أصدرت تعليماتي”.. خطة إسرائيلية لتصفية قادة حماس “أينما كانوا”
تعمل وكالات التجسس الإسرائيلية الكبرى على خطط لمطاردة قادة حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا، وقطر. حيث يوجد المكتب السياسي للحركة منذ عقد من الزمن، وفق مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأضاف المسؤولان للصحيفة الأميركية، أن نتانياهو “يعتقد أن اغتيال السنوار سيكون كافيا لإقناع الرأي العام الإسرائيلي. بأنه حقق نصرا كبيرا ضد حماس، وأن الحرب يمكن أن تنتهي”.
اقرأ أيضاً: “من النهر إلى البحر”.. شعار يتداوله الأمريكيون المطمئنون!
فيما نقلت الصحيفة عن محللين سياسيين إسرائيليين، أن مقتل السنوار “يمكن أن تهدئ موجة الغضب، لكن لن تأتي بمشاعر. عكس ذلك لصالح نتانياهو”.
وقال الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أنشيل فيفر: “لو نجح الجيش الإسرائيلي في اغتيال شخصية بارزة في حماس. أتوقع أن يحاول نتانياهو الحصول على فضل من وراء ذلك”.
لكن فيفر نوّه بأنه “على الرغم من الفضائح الكثيرة السابقة التي ضربت سمعة نتانياهو، فإنه دائما ما تمكّن من حماية حياته السياسية”.