نفذت طائرات حربية إسرائيلية، الجمعة، سلسلة غارات جوية مكثفة على منطقة مزدحمة في حي حارة حريك في جنوب بيروت، ما تسبب بدمار واسع النطاق مدعية استهداف أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وهزت عشرة انفجارات على الأقل الضاحية الجنوبية للعاصمة، وهي منطقة مكتظة بالسكان تعرف باسم الضاحية، مع ارتفاع سحب كبيرة من الدخان الأسود فوق المدينة.
ويبدو أن هذه الهجمات هي أكبر الضربات الإسرائيلية على بيروت منذ حرب 2006 مع لبنان.
وهرعت سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ إلى مكان القصف، لتجد أنقاض عدد من المباني والحرائق التي اندلعت في أنحاء موقع الانفجار.
وأفاد مراسل الجزيرة أن الغارات أدت إلى تدمير أربعة مبان سكنية على الأقل، كما لحقت أضرار جسيمة بالمباني المجاورة.
اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله!
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 76 آخرون في الغارات الجوية الإسرائيلية، مضيفة أن هذا تقييم أولي للأعداد.
وقُتل أكثر من 700 شخص في لبنان خلال الأيام الـ11 الماضية من القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون إسرائيليون إن مسؤولين كباراً من حزب الله كانوا في المقر وقت الهجوم. حسب ما ذكر موقع اكسيوس الأمريكي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن هناك مؤشرات على أن نصر الله كان في المجمع الذي تعرض للهجوم.
ولم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من حزب الله على الهجوم أو على وضع نصر الله.
وقال المصدر الإسرائيلي إن قوات الدفاع الإسرائيلية لم تتأكد بعد من إصابة نصر الله.
الضربة استهدفت المقر المركزي لحزب الله
وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن أربعة مبان في جنوب بيروت تعرضت للقصف.
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري الهجوم بأنه “ضربة دقيقة للمقر المركزي لحزب الله، والذي تم بناؤه عمدا تحت المباني السكنية في بيروت من أجل استخدامها كدروع بشرية”.
غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجأة المؤتمر الصحفي في الأمم المتحدة بعد تلقيه تحديثًا من مستشاره العسكري.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة قبل دقائق من الضربة في بيروت، لكن مسؤولين أميركيين كبيرين نفيا ذلك. وقالا لوكالة أكسيوس إنهما لم يتلقيا أي تحذير مسبق.
وقال مسؤول أميركي كبير “لم يكن لدينا علم بذلك أو مشاركة فيه”.
إسرائيل ضللت أمريكا
قالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن الولايات المتحدة لم تتلق تحذيرا مسبقا. بشأن الضربة الإسرائيلية في بيروت. مضيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت تحدث عبر الهاتف مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أثناء وقوع الضربة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو سيقطع زيارته إلى نيويورك ويعود إلى إسرائيل يوم الجمعة، متخذا خطوة غير عادية بالسفر يوم السبت.
وتأتي الضربة بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عن مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وبعد أن دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن. ومسؤولون أمريكيون آخرون إسرائيل إلى تجنب أي تصعيد إضافي من شأنه أن يشعل فتيل حرب شاملة.
نتنياهو يتهرب
وقد أثار نفي نتنياهو لأي دور له في خطة وقف إطلاق النار، على الرغم من مشاركته في المحادثات التي سبقت الإعلان عن الخطة، غضب البيت الأبيض . وفي يوم الخميس، تراجع نتنياهو عن تصريحاته وقال إن “إسرائيل تتقاسم أهداف” الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة.
لكن هجوم يوم الجمعة يمثل تصعيدا واضحا آخر من جانب إسرائيل ويشير إلى أن حكومة نتنياهو ليس لديها اهتمام يذكر بوقف إطلاق النار.