في ظل التغيرات المستمرة في تحديثات خوارزميات جوجل، تعاني العديد من المواقع الإلكترونية الصغيرة من انخفاض حاد في حركة المرور. مما يهدد استمراريتها في عصر يعتمد على تصدر نتائج البحث لتحقيق النجاح.
أحد أبرز الأمثلة هو موقع Retro Dodo المتخصص في الألعاب المحمولة، الذي شهد تراجعًا بنسبة 90% في حركة الزوار بعد تحديث. جوجل المسمى “المحتوى المفيد”. الهدف من هذا التحديث كان تحسين تجربة المستخدم عبر تعزيز المحتوى الموجه للبشر، وتقليل ظهور المقالات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. لكن بالنسبة للعديد من المواقع الصغيرة، كانت النتيجة كارثية.
تحديات المواقع الصغيرة أمام خوارزميات جوجل
يقول براندون سالتالاماتشيا، مالك Retro Dodo: “بعد التحديث، أصبحنا في موقف ضعيف لا يمكننا الهروب منه. خسرت فريقي وأصبحت أمول الموقع من جيبي الخاص للحفاظ عليه طافيًا”.
هذا التحديث لم يؤثر فقط على المواقع الصغيرة، بل سلط الضوء أيضًا على المنافسة غير العادلة بين المواقع المستقلة والمنصات الإعلامية الكبرى التي تستفيد من مكانتها العالية في ترتيب نتائج البحث.
الذكاء الاصطناعي: منافس جديد في ساحة تحسين محركات البحث
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت مواقع تستخدم محتوى مولدًا آليًا لتصدر نتائج البحث. على سبيل المثال، موقع Mother Earth Travel يُتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى غير أصيل، ورغم ذلك يحافظ على مركز قوي في البحث. حسب مقال نشره موقع ” سي نت” الأمريكي.
اقرأ أيضاً: Google ستنبهك اذا سُربت معلوماتك الخاصة.. لذا لا تقلق
هذا الاتجاه يجعل المواقع الصغيرة في مواجهة مزدوجة: من جهة تحاول التكيف مع تحديثات خوارزميات جوجل، ومن جهة أخرى تحارب المحتوى منخفض الجودة الذي يتفوق عليها.
تحديثات جوجل والانتقادات المتزايدة
تقول جوجل إنها تعمل على تحسين نظام تصنيفها باستمرار، لكنها تعترف بأن النظام ليس مثاليًا بنسبة 100%. وقد دعت الشركة عددًا من صناع المحتوى لاجتماع في مقرها بكاليفورنيا في محاولة لتهدئة المخاوف.
مع ذلك، عبّر المشاركون عن إحباطهم، خاصة مع غياب الشفافية بشأن كيفية تأثير التحديثات على مواقعهم. أحد الحضور وصف الاجتماع بأنه “جنازة للمواقع الصغيرة”، بينما أشار آخر إلى أن جوجل تركز بشكل أكبر على تحسين منتجاتها الذكية مثل ميزات التلخيص في نتائج البحث، مما يقلل فرص النقر على المواقع التقليدية.
إلى أين تتجه المواقع الإلكترونية؟
في الوقت الذي تحاول فيه المواقع الصغيرة التكيف مع تحديثات خوارزميات جوجل، يختار البعض التركيز على منصات بديلة مثل يوتيوب أو محركات بحث جديدة مثل Kagi.
يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لصناع المحتوى الصغار الاستمرار في ظل التغييرات السريعة، أم أن مستقبل الإنترنت سيصبح حكرًا على الكبار فقط؟
“تحديثات خوارزميات جوجل” ليست مجرد تغييرات تقنية، بل تحدٍ جوهري يحدد مستقبل صناعة المحتوى على الإنترنت.