أعلنت وزارة الداخلية المغربية، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد. إلى 2012 قتيلاً، بالإضافة إلى 2059 مصاباً، فيما تواصل فرق الإنقاذ المغربية استنفارها بحثا عن ناجين تحت الأنقاض.
وضرب الزلزال ليلة الجمعة 8 سبتمبر إلى السبت 9 سبتمبر. وبحسب المركز الوطني المغربي للبحث العلمي والتقني (CNRST)، فإن مركز الزلزال كان يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش.
يقوم روبن لاكاسان، الجيولوجي وعالم التكتونيات في معهد باريس للفيزياء الأرضية والمركز الوطني للأبحاث العلمية، بتقييم مدى قابلية المنطقة للزلازل.
ماذا نعرف عن زلزال المغرب
هو زلزال قوي تتراوح شدته من 6.8 إلى 6.9 حسب مقياس ريختر الذي يقيس الطاقة المنطلقة من الزلزال.
ووقع أكبر زلزال مسجل في فالديفيا، تشيلي، في عام 1960، بقوة 9.5 درجة.
وهذه الطاقة المرتبطة بآلية الانزلاق على الصدع عند تمزقه تحدد حجم الزلزال.
ولم يعد مقياس ريختر، وهو أول مقياس يستخدمه علماء الزلازل منذ عام 1935، يستخدم لأنه غير دقيق وغير مناسب لقياس الزلازل القوية.
هل هذا المقياس مؤهل أيضًا للكثافة؟
لا. يتم تحديد المقياس الذي يقيس الشدة من خلال مراعاة الضرر والشعور ويعتمد بالطبع على المسافة من الزلزال الذي يتم قياسه فيه.
ويتم تصنيف هذا المقياس، الذي كان يسمى سابقًا “مقياس ميرالي”، من I إلى XII.
ويتم تحديده من خلال تقييمات الأضرار وعدد ونوع المباني والبنية التحتية المدمرة. لكن لدينا هذه المعلومات فقط بعد بضعة أسابيع. وفق تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
هل يمكننا بالفعل تقييم مدى الضرر؟
تقول الصحيفة الفرنسية إن لديها القليل من المعلومات وما زال الوقت مبكرًا لتقييمها.
وما نراه في الصور المتداولة هو في الأساس مباني قديمة. غالبًا ما يتم بناؤها بالحجارة المرتبطة بالملاط، وهي بالطبع ليست مقاومة للزلازل.
ولكن هذه الصور تظهر بشكل رئيسي الأحياء القديمة في مدينة مراكش. بالإضافة إلى ذلك، فهو زلزال جبلي، في منطقة تكون فيها المحليات ضعيفة للغاية، لأنها مبنية بطريقة تقليدية.
وكما هو الحال مع أي زلزال، ستكون هناك هزات ارتدادية قد تحدث في الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة.
وتكون عمومًا ذات حجم أضعف من الصدمة الرئيسية. ولكن في حالة وقوع زلزال بقوة 6.8 درجة، فقد تكون قوة هذه الهزات الارتدادية 5 أو 6 درجات. وهو ما قد يؤدي، في حالة الإنشاءات الضعيفة بالفعل، إلى زيادة الميزانية العمومية بشكل كبير.
إذن، ما الذي حدث؟
وفي تفاصيل إضافية لما سبق يقول زكريا هميمي نائب رئيس الاتحاد الدولي لأخلاقيات علوم الأرض. إن “هناك صعوبة كبيرة في فهم ما حدث في المغرب. فإلى جانب ندرة وقوع الزلازل كبيرة الحجم في الماضي والتي تساعدنا على فهم ما حدث في 8 سبتمبر/ أيلول 2023 فإن موقع المغرب معقد للغاية”.
اقرأ أيضاً: زلزال المغرب المرعب.. تساقطت المنازل على رؤوس قاطنيها في ثوان
ويوضح هميمي “يقع المغرب على طول حدود صفيحة تكتونية غير مفهومة. وبطيئة الحركة تفصل بين شمال أفريقيا (الصفيحة النوبية أو ما يطلق عليها الأفريقية). وأوروبا (الصفيحة الأوراسية)، وتتحرك الصفيحة الأوراسية جنوبا وشرقا بالنسبة للصفيحة النوبية بمعدل 4 مليمترات فقط في السنة”. حسب ما أبلغ الجزيرة نت.
والصفائح التكتونية هي كتل صخرية تتحرك ببطء شديد بالنسبة إلى بعضها البعض. وعادة ما تكون بضعة سنتيمترات في العام، ويسبب هذا التحرك ولو كان بطيئا قدرا هائلا من الصدوع عند حدود الصفائح، مما يسبب بدوره حدوث زلازل.
ويضيف هميمي أن “منطقة حدود الصفائح في المغرب معقدة للغاية. حيث توجد مناطق متعددة من الصدوع النشطة بدلا من صدع واحد محدد جيدا. ونظرا لأن الحركات النسبية بطيئة فمن الصعب استخدام أدوات الجيوديسيا (علم يبحث في الموضوعات التي تتصل بحجم الأرض وشكلها وأبعادها وباطنها ومجالها المغناطيسي وحرارة باطنها) لتحديد الصدوع النشطة ومدى سرعة تحركها فعليا”.
أسباب وقوع الزلزال
وحول الأسباب العلمية لوقوع الزلازل، قال غسان سويدان، مدير مركز رصد الزلازل في الأردن. إن “هناك أسباباً طبيعية وأخرى اصطناعية. الأولى تكتونية بمعنى أنها تتعلق بحدوث. تصادم بين الكتل الصخرية الضخمة في القشرة الأرضية. أما الثانية فتتعلق بالتفجيرات النووية وتفجيرات مقالع الحجارة والمناجم”.
لكن لماذا وقع الزلزال في هذه المنطقة من المغرب تحديدا؟
سويدان أكد على وجود صدع نشط في المنطقة كان في حالة سبات في السابق. لكن تراكم الإجهادات عليه من حركة الصخور الضخمة أدى إلى وقوع الزلزال. وفق تقرير بي بي سي.
وقال إن “الزلازل لا تحدث إلا على حدود الصدوع في الكرة الأرضية ولا تحدث عشوائيا”.
وتوقع خبير الزلازل الأردني حدوث هزات ارتدادية وقال إنه سجل وقوع زلزال متوسط. بقوة 4.8 درجة وهو ليس من النوع المدمر، لكنه عندما يقع بعد زلزال قوي بقوة 7 درجات فقد يكون الأثر التدميري. له أكبر بسبب تخلخل البنية التحتية من أبنية وسدود وجسور بفعل الزلزال الأكبر، كما قال سويدان.
وأضاف سويدان بأن منطقة شمال أفريقيا معرضة للمزيد من هذه الزلازل لأنها. “قريبة من منطقة التصادم بين صفيحتين تكتونيتين هما الصفيحة الأفريقية المتجهة شمالا والصفيحة الأوروآسيوية في أوروبا، حيث تغوص الصفيحة الأفريقية تحت الأوروبية. فنجد أن مناطق اليونان وقبرص والدول التي تطل على البحر المتوسط تشهد وقوع العديد من الزلازل بين الفينة والأخرى”.