وسط استمرار الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين في أحياء قطاع غزة، يزداد الوضع تدهورا في شمال القطاع. مع تشديد إسرائيل قبضتها على غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي، إن “الجزء الأكبر من البنية التحتية العسكرية لحماس يقع بالمناطق الشمالية للقطاع”. التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بهدف إنهاء حكم الحركة الفلسطينية المصنفة إرهابية، على القطاع.
نزوح الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
وواصلت بعض العائلات الاحتماء في منازلها أو مع أقاربها، لكن الغارات الجوية العنيفة على المناطق التي كانت مكتظة بالسكان. بما في ذلك بيت حانون وجباليا ومدينة غزة، أجبرت العديد من السكان على المغادرة.
كما اندلعت معارك عنيفة في شوارع مدينة غزة، حيث استخدم مسلحو حماس أنفاقا لنصب كمائن للقوات الإسرائيلية. مما أدى لاستمرار عملية النزوح نحو الجنوب.
والأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن “نحو 50 ألف مدني فلسطيني غادروا شمالي القطاع”. خلال مهلة منحتها إسرائيل واستمرت 4 ساعات.
شارع صلاح الدين- جنوب غزة.
مشاهد بثتها القناة الرابعة البريطانية عن سيطرة و مراقبة جنود الإحتلال لطريق صلاح الدين الرئيسي و اعتقالهم لشبان فلسطينيين.
يظهر أيضاً محاولات الجيش التحدث بالعبرية لمعرفة اذا كان هناك اسرى اسرائيليين تحاول القسام تهريبهم للجنوب (طبعاً هبل منهم) pic.twitter.com/7bmjBHkGjn
— Younis Tirawi | يونس (@ytirawi) November 8, 2023
ويسير العديد من المدنيين جنوبا حاملين أعلام بيضاء في الهواء، قلقين من أنهم قد لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة إذا بقوا في الشمال. حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، التي شرحت مخاطر البقاء هناك على المدنيين.
الاحتياجات الأساسية
يواجه القاطنون شمالي القطاع، صعوبة في تأمين أبسط أساسيات الحياة، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا شاملا على القطاع. عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر.
اقرأ أيضاً: في غزة.. إذ لم تتعرض للقصف الإسرائيلي فستموت من الجوع
كان شمالي قطاع غزة يضم 38 مخبزا عاملا، لكن 10 من هذه المخابز تعطلت بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية. فيما ليس لدى الباقي ما يكفي من الدقيق أو الماء أو الوقود للعمل، طبقا لصحيفة “واشنطن بوست“.
وقالت روان أبو حمدة، وهي أم تبلغ من العمر 42 عاما وتعيش في مدينة غزة: “لا توجد مخابز تبيع الخبز في شمال غزة.. وأرفف البقالات فارغة والخضروات نفدت”. حسب ترجمة قناة الحرة الأمريكية.
وعلى الرغم من أن أبو حمدة وفّرت ما يكفي من المياه لأسرتها لمدة 5 أيام أخرى، فإن معظم جيرانها لم يحالفهم الحظ.
وقالت: “الناس يسيرون على الطريق بحثا عن أي نوع من إمدادات المياه.. يمكنهم شراؤها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة للغاية”.
وأضافت أن معظم الأسر “لا تستطيع استخدام أي فائض للاستحمام، لكن حتى بالنسبة للعائلات القادرة على القيام بذلك، فإن المياه غير نظيفة”.
إغلاق المرافق الصحية
وتواجه المستشفيات مصيرا مماثلا، بعد إغلاق أكثر من 90 بالمائة من مرافق الرعاية الأولية في شمال غزة، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وتم إغلاق 7 مستشفيات رئيسية، ومن المتوقع أن يزداد النقص في الموظفين مع اختيار المزيد من الأسر الانتقال إلى الجنوب.
اقرأ أيضاً: مصر تتراجع عن مواقفها بسبب خطط إسرائيل في غزة وهذا ما ابلغته لواشنطن
ولم يدخل الوقود إلى غزة منذ التاسع من أكتوبر، عندما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن فرض “حصار كامل” على القطاع.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نزحوا منذ 7 أكتوبر، في حين انتقل بالفعل ثلثا النازحين. داخليا في غزة إلى منطقة الإخلاء المحددة في الجنوب، لكن آخرين ما زالوا يبحثون عن مأوى آمن في الشمال.
ومع استمرار الغارات الجوية، قال فادي أبو شمالة إن جيرانه في مدينة غزة “يحتمون في مرآب السيارات الذي يقع تحت الأرض”.
ودمرت الغارات الجوية الإسرائيلية الألواح الشمسية التي تزود الجناح الرئيسي بمستشفى الشفاء بالطاقة يوم 6 نوفمبر. مما أدى إلى تقليص إمدادات المستشفى إلى مولد ثانوي مخصص الآن فقط للأكسجين ومرضى غسيل الكلى.
وأبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني عن نقص حاد في الوقود، لدرجة أن مستشفى القدس أغلق جناح الجراحة فيه، وفق الصحيفة.
اقرأ أيضاً: تحليل: الجيش الإسرائيلي يتقدم في مناطق غزة المفتوحة لتجنب تكرار أخطاء 2014
وشنت حركة حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.
وردا على الهجوم، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف. شخص حتى الآن، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.