قال ضابط في الجيش الإسرائيلي، إن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ارتكب “خطأً فادحًا” أدى إلى مقتله. فيما كُشف عن تفاصيل جديدة بشأن العملية التي أنهت حياة المطلوب الأول لدى إسرائيل.
ووفقًا لصحيفة “تلغراف” البريطانية، أوضح الرائد في الجيش الإسرائيلي، دورون سبيلمان. أن السنوار ارتكب خطأ بمغادرته الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة، إلى مبنى سكني في رفح، حيث تم تعقبه بواسطة طائرة مسيرة.
وكان السنوار مختبئًا في أنفاق غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل. كان هو أهم المخططين له- وفق ما نشر موقع الحرة الأمريكي-. وقد نشر الجيش الإسرائيلي في السابق، مقطع فيديو قال إنه يوثق تحرك السنوار وأفراد من أسرته داخل شبكة الأنفاق.
يحيى السنوار في رفح
وأضاف سبيلمان أن “قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت السنوار على ارتكاب هذا الخطأ. والتحرك مثل الهارب، حيث قامت تدريجيا بإغلاق الشوارع وتفجير الأنفاق حول رفح في جنوب القطاع”.
من جانبها، كشفت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية، تفاصيل متعلقة بعملية قتل السنوار. موضحة أنها بدأت صباح الأربعاء، عندما رصدت قوة إسرائيلية “مشبوهين” قرب حي تل السلطان برفح، جنوبي القطاع.
واقتربت قوة بقيادة قائد الفرقة 450، ورصدت 3 أشخاص: “اثنان بعباءات وثالث مسلح”. وأطلق القائد النار على المسلح، ليتضح لاحقًا أنه السنوار.
وقرر قائد الفرقة 450 إطلاق النار على المسلح الذي كان يقف من الخلف. خشية أن يكون أحد الاثنين الآخرين مختطفا، فأطلق النار على يده وقطعها، في النهاية تبين أنه السنوار، وفق القناة.
وبعد إطلاق النار، ركض المسلحان إلى منزل معين، بينما ركض السنوار إلى منزل مجاور واختفى من المنطقة. وفي هذه الأثناء بدأ تبادل لإطلاق النار أُصيب خلاله جندي إسرائيلي بجروح خطيرة.
ولاحقًا، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف على المنزل الذي احتمى فيه السنوار، فيما ألقى الأخير قنبلتين على الجنود، قبل أن ترصده طائرة مسيرة.
بعدها، أطلقت القوات قذيفة أخرى أدت إلى مقتله، صباح الخميس، حيث تم تأكيد هويته والعثور على وثائق سرية بحوزته.
ماذا وجد مع السنوار ومن هو توم
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد أوضح في وقت سابق. أن السنوار كان يحمل مسدسًا و40 ألف شيكل (حوالي 10 آلاف يورو)، وفقًا لوكالة فرانس برس.
وأكد هاغاري عدم وجود رهائن إسرائيليين في المنطقة المحيطة بالمقاتلين الثلاثة، مشيرًا إلى الرهائن المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
كما كشف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، هوية رفيق زعيم حركة حماس الذي قتل معه. حيث ذكر في بيان أنه “المدعو محمود حمدان (توم)”، موضحا أنه “كان قائد كتيبة تل السلطان التابعة لحماس، وكان مسؤولاً عن تأمين السنوار وعن ستة رهائن الذين تم قتلهم في المنطقة”.
وأضاف أنه “قبل عدة أسابيع، تم تحديد أن (توم) قُتل على الأرجح بناءً على معلومات استخباراتية. واليوم نفهم أن المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها نبأ مقتله لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، بحيث استمر حمدان في عملية حماية السنوار”.
وأشار إلى أنه “اليوم (الجمعة) قُضي على (توم) في اشتباك مع جنود من الجيش الإسرائيلي. على بعد حوالي 200 متر من المكان الذي تم فيه تصفية السنوار”.
وبدورها، أكدت الشرطة الإسرائيلية أيضًا بعد مطابقة الحمض النووي. أن بالفعل الجثة التي وصلتها هي للمطلوب الأول لدى إسرائيل، يبقى مصير الجثة غير واضح حتى الآن.
ولم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحتفظ بالجثة لاستخدامها في أية صفقة تبادل محتملة مقبلة، أو ما إذا كان سيتم دفنها بطريقة أخرى، أو إعادتها إلى حركة حماس.
جثة السنوار في اسرائيل
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدامها ضمن. عملية تبادل مسألة “غير مرجحة”، نظرا لأن “المسؤولين في إسرائيل لا يريدون لمكان دفن الجثمان (في الأراضي الفلسطينية) أن يصبح مزارا”.
السنوار أصبح رئيسا للمكتب السياسي لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو
من سيخلف السنوار؟
عندما اغتيل إسماعيل هنية في طهران لم يكن اسم يحيى السنوار متداولا ضمن القائمة المحتملة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وكان ذلك مرتبطا باعتبارات تتعلق بتواجده في غزة وصعوبة انتقاله والتواصل معه، فضلا عن كونه “مهندس” هجوم السابع من أكتوبر مما يجعل عملية المفاوضات مقعدة في حال اختياره.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون بي ألترمان، للصحيفة: “أعتقد أنه سيتم دفنه بمكان سري غير معلن”، مشيرا إلى أنه “حينما قتل (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، حظي بجنازة كريمة على الطريقة الإسلامية”.
وكانت قوات أميركية قد ألقت جثمان بن لادن في البحر، بعد اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية.
وأوضح ألترمان أنه من المرجح أن يكون موقع دفن السنوار في إسرائيل، حيث “يرغب الإسرائيليون في تجنب فكرة ادعاء أنصاره (السنوار) بأنه دفن كشهيد في الأراضي الفلسطينية”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق من الصحيفة.